تتعرَّضُ المرأةُ الفلسطينيةُ المسلمةُ للويلاتِ على يدِ جنودِ الاحتلالِ في المعتقلاتِ والشوارعِ بلغتْ حدَّ الاعتداءِ الجنسي فضلًا عنْ نزعِ الحجاب، ومعْ ألمِنا إلاَّ أنَّنا لا نستغربُ القبحَ منْ الأمَّةِ الغضبيةِ الملعونة، وفي عدَّةِ بلدانٍ أوربيةٍ تتعالى صيحاتُ الآخر ضدَّ حجابِ المسلماتِ وتضيقُ الديمقراطية ذرعًا بالسترِ دونَ العُري، ولا عجبَ منْ القيحِ الأصفرِ ومشاركةِ اليهودِ في مكرِهم فهمْ أولياءُ بعضٍ خاصَّةً على الأمَّةِ المحمَّدية.
وفي ما سلفَ منْ أيامٍ تناقلتْ وسائلُ الإعلامِ أخبارَ هجماتِ الأمنِ التونسي الضاريةِ على المحجباتِ في الشوارعِ والجامعاتِ وخلعِ حجابِ العفيفاتِ عنوةً دونَ هوادةٍ أوْ رحمةٍ لبكائهنَّ وشملَ العقابُ شبابًا دافعوا عنْ حرماتِ النَّاس، ومنْ تونسَ إلى تركيا حيثُ نبشَت المحكمةُ الدستوريةُ العُليا قضيةَ الحجابِ مرَّةً أخرى لتصدرَ قرارًا تناقضُ بهِ أمرَ اللهِ للمؤمنات! وبعيدًا عنْ البحر المتوسط تُحاكُ مكائدُ سوءٍ للمرأةِ بحجَّةِ نفضِ غبارِ التخلفِ واللحاقِ بركبِ الحضارةِ [1] وإرضاءِ المنظماتِ والدولِ التي لا ترضى إلاَّ بالتبعيةِ التامَّةِ التامَّة.
و قدْ ظلَّتْ قضيةُ المرأةِ المسلمةِ تُدارُ بينَ رجالٍ دونَ إشراكٍ حقيقي للمرأةِ إلاَّ في بعضِ فصولِها التنفيذية، وعليه فقدْ آنَ الأوانُ ليُقالَ للمسلمةِ الصالحةِ هاكِ قضيتكِ لتكوني طرفًا أساسيًّا فيها ومعكِ الرجالُ يؤازرونَ ويساندونَ بالفتوى والرأي والمالِ والأعمالِ، فالمرأةُ أدرى بجنسِها منْ الرجلِ. ولا يعني ذلكَ إبعادَ الرجلِ وإقصاءَه غيرَ أنَّ جهدَ المرأةِ وحضورَها مطلبٌ ملِّحٌ خاصَّةً وقدْ باتتْ على الخطوطِ الأماميةِ لمعركةِ الإسلامِ معْ كثيرٍ منْ أعاديه.
وحتى تقومَ المرأةُ بهذا الواجبِ الريادي المنتظرِ منها لابدَّ منْ توافرِ عواملَ مهمَّةٍ وحاسمةٍ مثل:
1- وجودُ طالباتِ علمٍ ومثقفاتٍ وداعياتٍ على استعدادٍ لحملِ الرايةِ حتى النَّفسِ الأخير.
2- تفرُّغُ بعضِ علماءِ المسلمينَ ومفكرِيهم لتقديمِ المشورةِ ودراسةِ نوازلِ المرأة.
3- تبنّي أثرياءِ المسلمينَ لخططِ الدِّفاعِ عنْ المرأة وصناعةِ عالمِها الجديد.
4- امتدادُ العملِ الإصلاحي النِّسائي إلى جميعِ طبقاتِ المجتمعِ النَّسوي.
5- استخدامُ المنافذِ الإليكترونيةِ ووسائلِ الإعلامِ المناسبة.
وإذا اجتمعتْ هذهِ العواملُ بعدَ توفيقِ اللهِ وتأييدِه فإنَّ النصرَ سيكونُ حليفَ أخواتِنا في جهادهنَّ الفكري والعملي الطويلِ والشاق. ومنْ الأفكارِ المقترحةِ على المرأةِ المسلمةِ في ميدانِ الجهادِ والتغيير:
1- انتزاعُ الحديثِ باسمِ المرأةِ منْ الشهوانيينَ والمنافقين.
2- حملُ رايةِ الدِّفاعِ عنْ الأنثى ضدَّ الممارساتِ الخاطئةِ بدعوى العوائدِ الغريبةِ أوْ الفهمِ الخاطئِ للديانةِ أوْ الحرّيةِ المزعومة.
3- مزاحمةُ الفواسقِ والمنحرفاتِ فكريًّا على المناصبِ ووسائلِ التوجيه.
4- الاحتسابُ لصالحِ قضايا المرأةِ أمرًا بالمعروفِ ونهيًا عنْ المنكرِ بدرجاتهِ الثلاثِ حسبَ الممكنِ من غيرِ اعتبارٍ للأسقفِ الوهمية.
5- بناءُ علاقاتٍ متينةٍ معْ زوجاتِ وبناتِ صنَّاعِ القرارِ خاصَّةً أنَّ لبعضهنَّ تأثير.
6- بيانُ منازلِ العبوديةِ في حياةِ المرأةِ وكلِّ شئونها.
7- العنايةُ بتحفيظِ القرآنِ والسنَّةِ في المدارسِ والمساجدِ والجمعيات.
8- نشرُ العلمِ الشرعي في الوسط النَّسوي بطرقٍ مختلفة.
9- بحثُ أحكامِ المرأةِ المسلمةِ وفقَ المتغيراتِ بلا تنازلٍ عنْ الثوابت.
10- افتتاحُ كلياتٍ نسائيةٍ للتعليمِ عنْ بعد، بالإضافةِ للتعليمِ التقليدي عبرَ المعاهدِ والكلياتِ الخاصَّةِ والحكومية.
11- المطالبةُ بتعديلِ المناهجِ الدِّراسيةِ للفتياتِ لتلبيةِ احتياجاتِ المرأةِ على أنْ يكونُ التعديلُ منْ منطلقٍ شرعي معْ تقديمِ نماذجَ مقترحة.
12- استنطاقُ لجانِ الفتوى والمجامعِ الفقهيةِ والعلميةِ حولَ فتاوى المرأةِ ونوازلِ العصرِ النِّسائية.
13- إبرازُ فضلياتِ النِّساءِ حتى تكونَ طالبةُ العلمِ والمثقفةُ والطبيبةُ والأديبةُ والداعيةُ هنَّ قدواتِ البناتِ دونَ غيرِهن.
14- حثُّ التجارِ المسلمين- منْ الجنسين- على بناءِ مصانعَ للألبسةِ والمستلزماتِ النَّسائيةِ وفقَ الضوابطِ الشرعيةِ معْ تسويقِ منتجاتِها.
15- تصميمُ الأزياءِ الراقيةِ للفتاةِ المسلمةِ معْ المحافظةِ على الاحتشام.
16- إقامةُ دوراتٍ مهاريةٍ للفتياتِ في التصميمِ والتزيينِ للاستغناءِ عنْ أزياءِ الكفَّارِ وأهلِ المجونِ والغوايةِ وطرائقهم.
17- صناعةُ لوازمَ مدرسيةٍ ولعبٍ تغرسُ الفضيلةَ في نفوسِ الصغيرات.
18- إطلاقُ قنواتٍ نسائيةٍ منْ خلالِ خدمةِ الرسائلِ النَّصيةِ أوْ التعاونُ معْ الموجودِ منها.
19- اقتراحُ الحلولِ العمليةِ داخلَ مجتمعِ المرأةِ لتيسيرِ سبلِ الزواجِ والقضاءِ على العنوسة.
20- إنتاجُ المرأةُ لأختِها فكريًّا وإعلاميًّا وتعليميًّا وترفيهيًّا مع مراعاةِ واقعِ البنات.
21- الكتابةُ الثقافيةُ والأدبيةُ منْ المرأةِ لبنتِ جنسِها معْ الاهتمامِ بالقصَّةِ والرواية.
22- التأليفُ التربوي لتستفيدَ منهُ الأمهاتُ والمعلماتُ والداعياتُ وجماعاتُ النَّشاطِ ورائداتُ الجمعيات.
23- إقامةُ الملتقياتِ النِّسائيةِ للتربيةِ والتعليمِ والترفيهِ وتبادلِ الخبرات.
24- إنشاءُ الجمعياتِ النِّسائيةِ على اختلافِ أنشطتِها الجائزةِ شرعًا وعرفًا، على أنْ يكونَ هدفُها الإسهامُ في غراسٍ نافعٍ يضئُ الكونَ والحياةَ بالطهرِ لتكونَ المرأةُ كالحمائمِ المكيةِ محفوظةً موقرة.
25- إنشاءُ مراكزِ الدراساتِ والبحوثِ لشئونِ المرأة.
26- إعدادُ تقريرٍ سنوي عنْ مستوى التقدُّمِ في قضيةِ المرأةِ باتجاهِ مرضاةِ الله.
27- إعدادُ تقريرٍ سنوي عنْ مخطَّطَاتِ المفسدينَ لتضليلِ المرأة.
28- مطالبةُ الخطباءِ والكتَّابِ بطرقِ موضوعاتِ المرأةِ كلَّ فترة.
29- تعقُّبُ مصيرِ المرأةِ المسلمةِ يومَ أذعنتْ لدعواتِ الخرابِ فصارتْ في مهنةٍ لا تشرفُ بها الحرائرُ- غالبًا- ونشرُ هذهِ الحقائقِ للفتيات.
30- مقاضاةُ الأنديةِ الليليةِ وأوكارِ الفجورِ وأعوانهِ ودعاةِ إفسادِ بناتِ حواء.
31- الاستفادةُ منْ المواسمِ المباركةِ لإحياءِ قضيةِ المرأةِ وحشدِ التأييدِ والعونِ لصدِّ العدوانِ عنها.
32- الكتابةُ للمسئولينَ في بلدانِ المسلمينَ وللمنظماتِ الدَّوليةِ للمطالبةِ بالحقوقِ الشرعيةِ للمرأةِ المسلمةِ واستنكارِ الاعتداءاتِ الآثمةِ على الحجابِ والمحجبات.
33- إعدادُ برامجَ إعلاميةٍ مناسبةٍ للمرأةِ في كلِّ أمورِها وبثِّها عبرَ وسائلِ الإعلامِ المتاحة.
34- العنايةُ بالنشءِ الجديدِ وعدمُ الانشغالِ عنهُ بالمواجهةِ الحاليةِ لأنَّ صغيراتِ اليومِ أمهاتُ الجيلِ القادمِ الذي يُنتظرُ منه تحريرُ أراضي المسلمينَ ومقدَّساتِهم المغتصبة.
35- الإطلاعُ على نماذجَ منْ سيرِ نساءِ الصحابةِ والتابعينَ رضوانُ اللهِ عليهن، والاستفادةُ منْ التجاربِ التربويةِ الخاصَّةِ والعامَّة.
36- استشرافُ مستقبلِ المرأةِ لصنعِ موقعٍ أحسنَ لها في كنفِ أهلِها حتى لا تكونَ فريسةً للدَّعواتِ المشبوهة.
37- عقدُ مزيدٍ من حلقِ النقاشِ وورشِ العملِ معْ النساءِ بمختلفِ التخصصاتِ والأعمارِ للاستنارةِ برأيهن.
38- تشغيلُ مواقعَ نسويةٍ على الشبكةِ العنكبوتيةِ تعمُّ مناحيَ حياةِ المرأةِ بحيثُ تكونُ هادفةً جذابة.
39- التواصلُ معْ المنظماتِ الإسلاميةِ للمساندةِ والمشورة.
40- فضحُ مَنْ لا يُجدي معه غيرَ الفضحِ منْ جهاتٍ وأشخاصٍ وبرامج.
وإنَّ التواصيَ بالصبرِ والمصابرةِ والمرابطةِ ونبذِ اليأسِ معْ ديمومةِ الدُّعاءِ أمرٌ لامناصَ منهُ ويتأكدُ معْ شراسةِ المعركةِ وكثرةِ العدو وجندهِ وقلَّةِ النَّاصرِ والمعين، ونُذَّكرُ أنفسَنا وأخواتِنا بقولِ اللهِ جلَّ وعلا على لسانِ كليمهِ وشيخِ أنبياءِ بني إسرائيل عليهِ الصلاةُ والسلام: {قالَ موسى لقومهِ استعينوا باللهِ واصبروا إنَّ الأرضَ للهِ يورثُهَا مَنْ يشاءُ منْ عبادهِ والعاقبةُ للمتقين} [2]، وقدْ تكونُ هذهِ المواجهةُ أولَ مراحلِ النَّصرِ على الأعداءِ وبشارةَ النُّهوضِ منْ الرُّقادِ الطويل.
---------------------------
[1] كانت دعوات إفساد المرأة في بلدان المسلمين تبشر بالتقدم والحضارة، وهاهي النتيجة بعد مائة سنة أو أزيد حيث اكتفى عالمنا- بل غصَّ- من الممثلات والراقصات ولكنه لم يكتف بعد من المعلمات والطبيبات بَلهِ الداعيات وطالبات العلم.
[2] سورة الأعراف: 128.
الكاتب: أحمد بن عبد المحسن العساف.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.